mardi 3 avril 2007

لماذا الأكثرية غير فعلية؟

بقلم : شارل أيوب



ما تطالب به الأكثرية كان محقاً في ظل النظام الديموقراطي الذي يحكمه الدستور اللبناني ‏لولا أنها جاءت نتيجة لتحالفات على أساس ثوابت ومبادىء ثم انقلب على هذه المبادىء ‏والثوابت قادة أساسيون في الأكثرية.‏
تعرف الأكثرية تماماً أنها نالت عشرة نواب في المتن الجنوبي نتيجة تحالفها مع حزب الله وحركة ‏أمل على أساس تحالف سياسي للمرحلة المقبلة، كما أنها نالت عدد نوابها في الشمال نتيجة ‏شحن مذهبي ودفع أموال طائلة، وإذا قررنا أن نتجاهل ما حصل في الشمال ونحصر نقاشنا في ‏بعبدا والمتن الجنوبي، فإن الـ17 ألف صوت التي منحتها أمل وحزب الله للائحة الأكثرية إنما ‏منحت هذه الأصوات على أساس ثوابت، ومنها الحفاظ على لبنان المقاوم، والموقف من القرار ‏‏1559، واعتبار أن اسرائيل هي العدو، وإن لبنان هو بلد عربي له مصلحة في العلاقات ‏العربية وفق الجغرافيا السياسية في المنطقة.‏
نالت الأكثرية العشرة نواب، وعلى هذا الأساس أصبحت أكثرية في المجلس النيابي، وانقلبت ‏الأكثرية على الأصوات التي منحها اياها الناخبون من مؤيدي حزب الله وحركة أمل، وبالتالي ‏فإن التصويت الشعبي والوكالة التي أعطاهما الناخبون للنواب العشرة سقطت شرعياً لأن هذه ‏الوكالة ليست مرتبطة بمدة زمنية لأربع سنوات، بل مرتبطة بالأمانة التي حملها هؤلاء النواب ‏الذين يمثلون الشعب ويمثلون امانيه باسم الناخبين إلى المجلس النيابي.‏
لقد حصلت خيانة موصوفة للناخبين وحصلت خيانة موصوفة للأمانة التي حملها الناخبون لهؤلاء ‏النواب، ولذلك لم تعد الأكثرية شرعية، ولم تعد فعلية، لأن ادعاءها التمسك بالنظام ‏الديموقراطي هو ادعاء باطل، ولو أنها تحترم الديموقراطية لاحترمت أمانة الناخبين وأصوات ‏الشعب التي أوصلتها الى الندوة البرلمانية.‏
ان البلاد في مأزق كبير، ولم يعد يفيد تجاهل الواقع الذي نعيشه ويعيشه لبنان في ظل هذه ‏الأزمة الكبرى، فاذا استمرت الأكثرية في المكابرة وتجاهل الواقع الذي نتج عن خيانتها ‏لأصوات الناخبين فإن البلاد تسير إلى كارثة كبرى سينتج عنها مزيد من الانقسامات، ويدفع ‏الشعب اللبناني الثمن نتيجة المكابرة ورفض رؤية الأمور الموضوعية.‏
ان الاستفزاز عبر النزول الى المجلس النيابي والادعاء أن المسألة عددية وتجاهل الخيانة تجاه ‏أصوات الناخبين سيجعل مؤسسة المجلس النيابي غير قادرة على إيجاد الحلول لواقع الأزمة في ‏لبنان، وبالتالي لا بد من صحوة لدى قادة الأكثرية يرون فيها الأمور على حقيقتها ولا ‏يخدعون الناس.‏
ان ولاية الرئيس لحود تكاد تنتهي، وإذا كنا نريد انتخاب رئيس جديد للجمهورية فالطريق ‏إلى الانتخابات الرئاسية لا تكون على هذا المنحى، ولا تكون بمحاولة تحطيم صورة الرئيس بري، ‏ولا عبر الإدعاءات بممارسة الديموقراطية.‏
الأكثرية آخر من يحق لها التحدث عن الديموقراطية وهي التي خانت الأمانة، وسرقت أصوات ‏الناخبين واستعملت الفتنة المذهبية والشحن الطائفي في الشمال، ودفعت اكثر من 30 مليون ‏دولار في محافظة الشمال لشراء الأصوات، إضافة الى استغلال دماء الشهيد الرئيس رفيق الحريري ‏في الانتخابات.‏
اليوم الثلثاء ينزل نواب الأكثرية الى ساحة النجمة، والناس يعرفون من أين جاؤوا، ‏والناس يعرفون أنهم ليسوا الأكثرية لولا الأصوات التي سرقوها في انتخابات المتن الجنوبي، ‏والناس يعرفون أن لائحة العماد عون كادت تنتصر لولا ذهاب النائب جنبلاط إلى السيد حسن ‏نصرالله ومناشدته التحالف معه في انتخابات المتن الجنوبي لتنجح لائحة الـ11 نائباً وتنال ‏الأكثرية عشرة نواب ويحصل حزب الله على نائب واحد.‏
ثم ماذا عن هذه الأكثرية التي تتحدث عن الديموقراطية وهي حكمت طوال الوقت خارج ‏الديموقراطية وكانت شريكة المخابرات السورية.‏
وماذا تعرف هذه الأكثرية عن الديموقراطية وهي كانت تؤلف لوائحها في عنجر وفي بيروت وفي ‏جبل لبنان مع المخابرات السورية وعلى مدى 15 عاماً، وتستعين بالمخابرات السورية لتنجح ‏لوائحها، وعندما دقت الساعة نقلت هذه الأكثرية البارودة من الكتف السوري إلى الكتف ‏الأميركي - الفرنسي وبدأت تصيح بالديموقراطية، والناس يعرفون تماماً إلى أي حد استهترت هذه ‏الأكثرية بأصول الديموقراطية؟
رب قائل أن هنالك جرائم حصلت، وهنالك انفجارات حصلت أيضاً، ونحن نقول لهم اننا نخضع لكل ‏التحقيقات والمحاكمات، ولكن لا تستعملوا دماء الشهداء من أجل مصالحكم ومشاريعكم، فقد ‏استعملتم دماء اللبنانيين في الماضي كأكثرية وذبحتم وقتلتم على الهوية، واليوم تستغلون ‏دماء الشهداء من اللبنانيين كي تحافظوا على ثرواتكم وصناديقكم ومصالحكم.‏
جئتم اليوم كأكثرية تنادون بالديموقراطية وانتم عشتم ذبح الديموقراطية طوال 15 سنة، ‏وجئتم تحاربون المقاومة وعون وغيره باسم الديموقراطية وكنتم دائماً متحالفين وأحياناً أزلام ‏المخابرات السورية كما كنتم دائماً أزلام السفير الأميركي والسفير الفرنسي. لهذه الأسباب ‏ولكل ما فعلتموه عطلتم الديموقراطية، وانتم لستم اكثرية فعلية، واذا كنتم تريدون ‏انقاذ لبنان فما عليكم الا بحكومة وحدة وطنية، أو اذا شئتم الديموقراطية الحقيقية ‏فاذهبوا الى انتخابات نيابية مبكرة وعندها نخضع لارادة الشعب، ولكن على أساس واضح ‏ومبادىء واضحة بدل خيانة الأصوات الشعبية كما فعلتم وكما حصل إثر الانتخابات النيابية ‏الأخيرة.‏

Aucun commentaire: