vendredi 30 mars 2007


قمة من دون صوت


بقلم : شارل أيوب

قمة عربية من دون صوت، لا بل كان النبض منخفضاً جداً.‏
لا كلمة قوية للعرب، لا موقف قوياً للعرب، بل مبادرة عربية خجولة تقدمها الدول العربية ‏لإسرائيل واسرائيل ترفضها منذ سنوات وسنوات.‏
شارون قال عن المبادرة العربية انها لا تستحق الحبر الذي كتبت فيه، وبالكاد صدر إعلان ‏الرياض عن المبادرة العربية حتى جاء رفض أولمرت والحكومة الإسرائيلية لهذه المبادرة.‏
فماذا يفعل العرب غير تقديم مبادرة خجولة دون صوت عال، دون موقف قوي، دون قرارات ‏فاعلة؟
أين الفاعلية طالما ان المبادرة العربية تقدم التطبيع مقابل انسحاب اسرائيل، ‏والتطـبـيع حاصل مع جزء كبير من الدول العربية؟
كان الأجدر بالقمة العربية أن تعلن أن التطبيع الحاصل مع اسرائيل سيتوقف إن لم توافق ‏إسرائيل على القمة العربية.‏
كان الأجدر بالقمة العربية أن تقول لواشنطن شبعنا وعوداً وزيارات لوزراء خارجية أميركا ‏وخاصة رايس.‏
كان أجدر بالقمة العربية أن تقول للولايات المتحدة يكفي تجاهلاً للقرارات الدولية.‏
يكفي الاستمرار بالسياسة الأميركية التي تكيل بمكيالين حيث تطبق الولايات المتحدة القرارات ‏على العرب وتستعمل حق الفيتو لنقض أي قرار ضد اسرائيل او إدانتها بسبب ممارساتها.‏
اربعون سنة مرت على القرار 242 من عام 1967 حتى عام 2007، والولايات المتحدة والدول ‏الغربية كلها تتجاهل القرارات الدولية، في حين تدوس عليها اسرائيل وتقوم الصهيونية ‏بتهويد القدس والضفة الغربية بجدار عازل، ويرتكب الجيش الاسرائيلي المجازر في مخيم جنين ‏وغيره، وتحتل اسرائيل لاحقاً ارض الجنوب في لبنان، ويبقى القرار 425 اثنين وعشرين سنة دون ‏تنفيذ والذي فرض تنفيذه هو المقاومة.‏
أربعون سنة على القرار 242 وحدود 1967 والعالم يتفرج علينا بجروحنا وآلامنا وشعبنا تحت ‏الاحتلال، وانظمة عربية توقع اتفاقات منفردة وتقوم بالتطبيع مع اسرائيل رغم الاحتلال ‏لغزة والضفة الغربية ولجنوب لبنان، وكل ذلك يجري بطلب أميركي، وضغط اميركي وبرعاية ‏أميركية للاحتلال الاسرائيلي.‏
فعلى ماذا تسكت القمة؟
ولماذا يسكت قادة ورؤساء وملوك؟ وكيف تنتهي قمة الرياض بإعلان خجول؟
تعاملنا اسرائيل كما العبيد ونحن نقدم لهـا على طبق من فضة مبادرة عربية لا تريدها.‏
والولايات المتحدة تزود اسرائيل بكل انواع الاسلحة، والوقاحة والوحشية هي ان الولايات ‏المتحدة لا تسكت فقط عن احتلال ارضنا وضرب عرض الحائط القرارات الدولية من قبل إسرائيل، ‏بل تقوم الولايات المتحدة بتزويد اسرائيل بكل أنواع الأسلحة، ويكفي عدوان إسرائيل في ‏تموز على لبنان لكي ندرك كم استعملت اسرائيل اسلحة أميركية الصنع ضد شعبنا وأرضنا بما ‏فيها القنابل المشبعة باليورانيوم، وبما فيها القنابل العنقودية.‏
قمة من دون صوت، قمة من دون نبض، رؤساء وملوك يجتمعون والخطة واضحة، فالولايات المتحدة ‏تريد ان تأخذ من العرب لصالح اسرائيل ما لم تستطع اسرائيل أخذه بالحرب، والقمة العربية ‏وقرارات الجامعة العربية هي لتسهيل مهمة أميركا، وأما بعض الخطابات العنترية من بعض ‏الزعماء العرب ضد إسرائيل فهي للديكور.‏
ماذا فعل اتفاق مكة؟
انه اتفاق أدى إلى التزام حماس باحترام اتفاقات السلطة الفلسطينية وخاصة اتفاق أوسلو.‏
وماذا حصل في لبنان؟ لقد اسرت المقاومة جنديين اسرائيليين فشنت إسرائيل ابشع وأكثر ‏الحروب وحشية ضد شعبنا، واستطاعت المقاومة إلحاق الهزيمة بإسرائيل، في وقت كانت دول عربية ‏تندد بالمقاومة وتتآمر عليها، وها نحن أمام اسر إيران لـ 15 جندياً بريطانياً فلم تشن ‏بريطانيا وهي الدولة الأكبر والرابعة في العالم هجوماً على إيران كما فعلت اسرائيل، ورب ‏قائل انه لم يقع قتلى في صفوف البريطانيين، والجواب أن البريطانيين لم يقاوموا وكان هناك ‏احتمال سقوط قتلى، والدول تتعامل على هذا الاساس، ولكن وحشية اسرائيل لا تضاهيها أي ‏وحشية اخرى ولا تشبه قراراتها قرارات اخرى.‏
القمة العربية انعقدت في ظل ميزان قوى جديدة، وما كانت القمة لتدين إسرائيل بعدوانها ‏على الجنوب وتشيد بالمقاومة لولا موازين القوى الجديدة التي فرضتها انتصارات المقاومة في ‏لبنان على اسرائيل، وما كانت القمة تدين اسرائيل لولا أنه في قلب اسرائيل تقوم لجنة ‏بالتحقيق وتدين الحكومة الاسرائيلية سواء في تقصيرها في الحرب او في القرارات المتسرعة التي ‏اتخذتها، حتى بيريز قال انه لو كان مكان أولمرت لما اتخذ قرار الحرب.‏
والسؤال هو لماذا يجب على العالم احترام العرب ويحسب لهم حساباً طالما أن صوتهم منخفض لا بل ‏هم من دون صوت، وطالما أن قمة تجتمع من المحيط الى الخليج الى المشرق الثائر ولا تتخذ هذه ‏القمة قراراً واحداً تنفيذياً ضد اسرائيل، ولا تحاول فرض فك الحصار عن شعبنا الفلسطيني؟
ولا تسعى إلى فك الأسر عن مواطن لبناني في السجون الاسرائيلية أو مواطنة فلسطينية في ‏السجون الاسرائيلية؟
قمة تخضع لأميركا، فكيف تكون العروبة بخير طالما ان واشنطن هي التي تدير القمم العربية؟‏
ويبقى الرهان على شعوبنا العربية، ويبقى الرهان على المقاومة في كل مكان، في العراق، في ‏فلسطين، في لبنان، واما اكثرية الانظمة فتبدو مترهلة، وبالكاد تحافظ على كراسيها، لا ‏شعوبها العربية تريدها ولا احد يرجوها.‏
ويبقى ان الشرف العربي وان الذي يرفع رأسنا كعرب هم اولئك المقاومون في وجه العدو ‏الاسرائيلي وفي وجه الاحتلال الأميركي للعراق.‏

Aucun commentaire: